يعيش 85 بالمئة من نسبة الشباب على مستوى العالم في البلدان النامية بل ويزداد عددهم عن ذلك في المدن. ومن المقدر بحلول 2030 أن يصل 60 بالمئة من سكان المناطق الحضرية ممن هم دون 18 عام. على مستوى العالم يجد الشباب تزايد في صعوبة اختراق سوق العمل. ويمثل الشباب 25 بالمئة من نسبة السكان ضمن عمر العمل على مستوى العالم ولكن يُسجل 43.7 بالمئة من العاطلين عن العمل.
هذا يعني أن تقريبًا كل شخص عاطل آخر في العالم يكون ضمن الشريحة العمرية 15 و24 عام. يؤدي الإقصاء من الحياة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية بمجتمعاتهم إلى الشعور بخيبة الأمل واليأس والإضطراب. ولقد أظهرت البحوث وجود روابط بين بطالة الشباب والإقصاء الإجتماعي وتقترح بأن ذلك قد يؤدي إلى عدم استقرار سياسي واجتماعي بل ومن الممكن أن يؤدي إلى العنف.
مطلوب إتخاذ إجراء لتحقيق الرخاء الإقتصادي وإدماج الشباب. وعلى الرغم من أن الأدلة تبرهن على أن الحكومات والمدن تبذل مجهودات لمواجهة فقر الشباب وعدم مشاركتهم في مجال الحوكمة إلا أن الموارد المطلوبة للقيام بهذه التدخلات تعتبر محدودة. إن الموئل يدرك إمكانيات الشباب باعتبارهم قوة رئيسية لخلق مستقبل حضري أفضل.
استراتيجيات لدمج الشباب في المدن
من ضمن التحديات الكبرى التي تواجهها المدن في الوقت الحاضر الخروج ببيانات حول التحديات التي يواجهها الشباب، والتي تتضمن الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم، والصرف الصحي والإسكان، والعمالة الناقصة والبطالة والإقصاء من عملية صناعة القرار. وبدون هذه البيانات يكون المسؤولون بالمدن غير قادرين على تطوير استراتيجيات للتعامل مع مثل هذا الإقصاء. على سبيل المثال بدون معلومات عن سوق العمل المحلية يكون من الصعب التخطيط لتدخلات تدريبية فعالة للموظفين والتي تخفض من معدل البطالة. وعلى أساس الخبرة المكتسبة من خلال شبكة بحوث الشباب الحضري (شبكة عالمية لخبراء من شباب الحضر)، يوفر الموئل مجموعة من خدمات البحوث والتخطيط الإستراتيجي والتي تتضمن:
- بحث تجريبي وطني أو على مستوى المدينة حول التحديات والفرص التي تواجه السكان من الشباب في المناطق الحضرية؛
- ورش عمل وطنية أو على مستوى المدينة لمناقشة نتائج البحث المتعلقة بالشباب الحضري؛
- صياغة تشاركية لإستراتيجية وطنية أو على مستوى المدينة للشباب الحضري، والتي تضم تطوير المهارات، خلق فرص عمل، والأنشطة الرياضية والترفيه.
زيادة فهم المدن للشباب
الموئل هو من الهيئات الدولية البارزة العاملة في مجال السياسات والبحوث والبرامج المتعلقة بالشباب الحضري. من خلال شبكة بحوث الشباب الحضري (وهي شبكة تضم 15 هيئة بحثية رئيسية تركز على الشباب في الحضر مثل مركز الأطفال والشباب والبيئة والمعهد الدولي لحقوق الطفل والتنمية)، يسعى الموئل لتعزيز فهم صانعي السياسات على المستوى الوطني ومستوى المدينة بالتحديات التي تواجه الشباب الحضري وكذلك الفرص للتعامل مع هذه التحديات.
ينطلق تقرير رئيسي للموئل، "حالة الشباب الحضري"، بشكل نصف سنوي كجزء من تقرير حالة المدن العالمية. إن سلسلة حوار المنتدى الحضري العالمي والمعنية بالشباب في المناطق الحضرية هي نشرة نصف سنوية تصدر في المنتدى الحضري العالمي، وتلقي بالضوء على البحوث الحديثة حول قضايا الشباب في الحضر. يستخدم شركاء الموئل من المدن هذه السلسلة لتطوير برامج تُشرك الشباب وتساعدهم كي يصيروا مواطنين منتجين. يساعد الموئل المدن في سياستها وبرامجها من خلال توفير خدمات البحوث، فإنه يستغل شبكاته وخبرته العريضة في هذا المجال للخروج بمنتجات عالية الجودة وضعت خصيصًا لتتلائم مع احتياجات المدن.
النموذج الجامع لتطوير شباب الحضر
بالرغم من أن الشباب شريحة محورية لرخاء المدن في العالم النامي إلا أنهم لازالوا يواجهون الكثير من العوائق، أكثرها أهمية النقص في العمالة والبطالة، والإفتقار إلى الوصول للخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم مما يحول دون تحقيق إمكاناتهم. عمل الموئل مع المدن على مستوى العالم للتغلب على هذه العوائق من خلال تطوير برامج تحقق ثلاث اهداف رئيسية:
- التحسين من سبل عيش الشباب من خلال زيادة قابلية التوظيف؛
- الحد من مواطن الضعف لديهم؛
- دمجهم بالكامل في الحياة الإقتصادية والإجتماعية للمدينة.
تساعد هذه البرامج الشباب كي يصيروا قادة في مجتمعاتهم المحلية والإستمتاع بحياة صحية ومُنتِجة. خلال التسع سنوات الماضية قام الموئل بتأسيس بالتعاون مع شركائه "مراكز جامعة" في خمس مدن أفريقية مع وضع خطط للتوسع في آسيا وأمريكا اللاتينية. يعتبر كل "مركز جامع" فريد في البرامج التي يقدمها والتي تستجيب مع احتياجات نسبة الشباب المحلي. وتتمثل برامجه الرئيسية في الأنشطة الرياضية والترفيه، ومهارات العمل، والتدريب على ريادة المشاريع، والخدمات الصحية مثل فحص الإيدز/ فيروس نقص المناعة وتلقي المشورة بشأنه، وتقديم الدعم لأعمال الحوكمة والتخطيط التي يقودها الشباب. تأسست "المراكز الجامعة" من خلال شراكات بين الموئل والحكومات المحلية، والمجتمعات المدنية، والشباب والقطاع الخاص بغرض تطوير برامج تستجيب مع احتياجات الشباب.