يُعد الافتقار إلى المعرفة وعدم كفاية القدرات في كثير من الأحيان من المعوقات الرئيسة فيما يتعلق بتحقيق ممارسات التنمية الحضرية المستدامة. وقد يؤدي ذلك إلى الإجراءات التي تخفق في التمحيص في الخصائص المحلية للمشكلة، واحتياجات المجتمعات، والديناميكيات المعقدة بين القطاعات في المدن. في هذا الصدد، تبرز الحاجة إلى تفهم الحكومات الوطنية والمحلية للعمليات الحضرية وجذور القضايا على نحو أفضل، وذلك من أجل تطوير سياسات ملائمة وتحسين أدائها بما يخدم مصلحة سكان الحضر. وتساعد البيانات والتحليلات االحضرية المدن على اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن السياسة، كما تمكنها من تحديد وترتيب أولويات العمل وتسمح لها بمراقبة الأداء الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للمدن بصورة منهجية. وفي الوقت نفسه، يؤثر حدوث أزمة حادة في الاقليم علي المناطق الحضرية بطرق مختلفة، و لذا  فان جمع البيانات في هذه المناطق يعد أمرا جد هام بالنسبة للتخطيط الأعمال.

ويسعى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ( موئل الأمم المتحدة) إلى نشر الوعي وزيادة المعرفة فيما يتعلق بالتنمية الحضرية المستدامة من خلال عدد من الأدوات الإبداعية.

ويقدم تقرير حالة المدن العربية لعام 2012 صورة شاملة عن الأوضاع والاتجاهات الحضرية في كل منطقة من المناطق العربية الأربع ويقدم  نقاشا عن أوجه التشابه والاختلاف والروابط بين هذه البلدان.

وتعتبر مبادرة ازدهار المدن مبادرة جديدة تمكن السلطات في المدن واصحاب المصلحة المحليين والاقليمين من تحديد الفرص والمناطق المحتملة للتدخل كي تصبح مدنهم أكثر ازدهارا. ويتم تنفيذ ذلك الآن في المملكة العربية السعودية ومصر ويعتزم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية التوسع في كل المنطقة العربية بالتعاون مع شركائها في الدول العربية. ومن المنتظر أن يكون بمثابة أداة رصد لتنفيذ استراتيجية جامعة الدول العربية لشؤون الاسكان والتنمية الحضرية المستدامة.

سوريا: ملفات سريعة للمدن ودعم المأوى وتقييم الاحتياجات

تم عمل خمسة ملفات مدن سريعة، بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، خلال 2014 لكل من حمص وحلب ودرعا اللاذقية ودير الزور. وقد تم فيها تحليل آثار الأزمة على كل مدينة. وتقدم تلك الملفات تحليلا شاملا لاتجاهات التهجير، والإسكان، وإمدادات المياه والصرف الصحي، وشبكات الطرق والكهرباء والصحة والتعليم، والأمن الغذائي، والتنقل. كما تسلط الضوء على "النقاط الساخنة" حيث يكون الضعف السكاني حادا. ومن خلال تقديم المعلومات المتعلقة بالسكان، والأضرار، والقضايا القطاعية، توفر تلك الملفات رؤى جد مفيدة عن كيفية تعامل الناس في الأحياء المختلفة مع الأزمة. وهذا بدوره يساعد الهيئات الإنسانية وهيئات الاعاشة علي تحديد أولويات استجابتها وتحركاتها.

وبناء على النتائج التي خلصت إليها ملفات المدن،  تم إجراء تقييم أكثر عمقا لاحتياجات المأوى على مستوى الأحياء في التل، ومعربا وأشرفية صحنايا وفي ريف دمشق وكذلك في حي صلاح الدين في حلب. وقد تمت الاستعانة بملفات الاحياء في وضع وصياغة خطط عمل تقوم على المناطق ذات الأولوية من أجل تحقيق الانتعاش والاستقرار من خلال منهج أصحاب المصلحة المتعددين، والتي جرى تنفيذها فيما بعد عن طريق برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) ووكالات الأمم المتحدة الأخرى فضلا عن الشركاء المحليين. والآن ومع تمويل إضافي من الاتحاد الأوروبي يتولى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) ملفات المدن والأحياء في 22 مدينة السورية.