عن طريق تركيز عوامل الإنتاج (الأرض، والأيدي العاملة، ورؤوس الأموال)، تُعد المدن المنتج أو المسبب الأساسي للثورة الاقتصادية؛ حيث تدر أكثر من سبعين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ويبدو أن الحكومات العربية بدأت بشكل متزايد إدراك أهمية المدينة بوصفها معمل للابتكار ومنطقة جذب للاستثمار، ومصدر لخلق فرص العمل. كما أن هناك إدراك متزايد للدور الذي تقوم به عملية التحضر المستدام في تقليل نسبة من يعانون من الفقر، كما تظهر أيضًا رغبة متزايدة في تسخير الإمكانات الاقتصادية للمدن ضمن النظم الوطنية لهذه المدن. ويتضمن ذلك عادة نظم للتجمعات الحضرية المترابطة ومراكز النمو التي ترتبط بممرات إنمائية ويؤدي ذلك إلى ظهور مناطق حضرية متروبولية/ في المدن الكبرى. وتعد الإستراتيجيات الملائمة لتمويل عملية التحضر هي العامل الرئيس لتوفير الخدمات الملائمة، وتنفيذ خطط التنمية العمرانية المستدامة، وتوفير الإطار العام الذي سيطلق العنان للنمو الاقتصادي. وقد تم تصميم إستراتيجيات التمويل هذه حتي يتسنى إعادة استثمار الاقتصاد وقيمة الأراضي التي تنتج عن عملية التحضر بشكل جزئي في إدارة المدينة وبنيتها التحتية وخدماتها.

ويدعم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) وضع الخطط الحضرية الوطنية في المملكة العربية السعودية، ومصر، والمغرب، والأردن، ولبنان، والسودان. وبناءً على الإطار العام للسياسات المنصوص عليه في السياسات الحضرية الوطنية المعنية بزيادة إمكانات المدن لتوليد الاقتصاد وأيضًا لاستدرار الإيرادات المحلية عن طريق تبادل منافع الاقتصادات الحضرية المحسنة وقيمة الأراضي، بناءً على كل ما سبق يتم وضع مشروعات وتشريعات  تجريبية في مصر. وتقوم تلك المشروعات بادرار الإيرادات عن طريق توسعات المدن المخطط لها كما يتم تبادل الدروس القيمة المستفادة في المنطقة.  ويتم تطبيق أداة التصنيف الائتماني للبلدية في الأردن لتقييم قدرة السلطات المحلية وتعزيزها فيما يتعلق بالإدارة المالية و توليد الإيرادات. وقد سعت المشروعات الأخرى في العراق، والسودان، وفلسطين إلى تحسين سُبل العيش وتوليد الاقتصاد من خلال دعم التدريب المهني للنساء والشباب ذوي الدخول المنخفضة في مجال مهارات البناء وسُبل العيش الحضرية.

فلسطين: مركز التدريب المهني والفني للنساء المحرومات في مدينة الخليل

 

بتمويل من اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني، قام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) بالتشارك مع بلدية مدينة الخليل والوزارات التنفيذية في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة بدعم بيئة تعزز التخفيف من وطأة الفقر عن النساء في مدينة الخليل منذ عام 2009، وقد تتضمن ذلك إقامة مركز تدريب مهني وفني لتمكين النساء المحرومات وأسرهم وتحسين مستوي معيشتهم من خلال توفير التدريب المهني، وتطوير المشروعات الحضرية، وبرامج التدريب الاقتصادي والمبادرات الاقتصادية .

ويستهدف مركز التدريب المهني والفني الأسر التي تعولها نساء ضعيفات في الحضر. وقد أقام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) تحت هذا الإطار ورش تقييم تشاركية وأجرى مسح ميداني شامل تناول أكثر من ستمئة أسرة في المدينة. وتهدف هذه المقابلات والورش إلى تحديد المشكلات الأساسية، واحتياجات التدريب والمبادرات الاقتصادية المحتملة اللازمة لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للنساء الفقيرات في المدينة. كما ساهم المشروع أيضًا في بناء قدرات مؤسات تنمية مهارات النساء في المدن والبلدات الأخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة.