يتسارع التوسع العمراني في أفريقيا، حيث ارتفع معدل التحضر بالقارة من 15 بالمائة عام 1960 ليصل إلى 40 بالمائة في 2010، ومن المتوقع أن يصل إلى 60 بالمائة بحلول عام 2050. ومن المنتظر أن يتضاعف تعداد سكان الحضر بأفريقيا لثلاثة أضعاف خلال الخمسين عامًا التالية، مما سيغير السمات العامة للمنطقة ويحث صناع السياسات على توجيه ظاهرة التحضر لتحقيق التطور والتنمية المستدامين والشاملين. ويتزايد الآن إدراك استحالة التعامل مع تحديات النمو الأفريقي والفقر دون إدارة التحضر. واستيحاءً من وثيقة استراتيجية "تحقيق الإستفادة المثلى من ميزات التحضر" التي صدرت عن الإصدار الرابع من وقائع مؤتمر الوزراء الأفارقة المعني بالإسكان والتنمية الحضرية المنعقد في 2012، واسترشادًا بجدول أعمال الإتحاد الأفريقي 2063، يهدف برنامج جدول أعمال المناطق الحضرية الأفريقية إلى الدفع بالتحضر بإعتباره قوة للتحول الهيكلي بأفريقيا.
خلفية
لعقود طويلة اتجهت الحكومات الأفريقية ومجتمع التنمية الدولية للنظر إلى أفريقيا من منظور ريفي، والنظر للتحضر بإعتباره أحد أعراض الفشل وعامل ردع للتنمية المستقبلية. ونتيجة لوسط معقد من الفكر الوطني في فترة ما بعد الإستعمار ونهج تنموي يقوم على الإحتياجات الأساسية، تأكد استهداف مبادرات التنمية بشكل عام للمستوطنات الريفية. علاوة على ذلك، لم يحظ التحضر وتنمية المستوطنات البشرية بأولوية لدى الحكومات الوطنية والسياسيين والبيروقراطيين والتكنوقراطيين، وحتى الشعب بشكل عام لم يكن يدركهما تمامًا. بدا ذلك الإهمال بارزًا بعد فشل صانعو السياسات الأفارقة في التخطيط للتحضر وإدارته بصورة جيدة من أجل توجيه طاقات المراكز الحضرية بإعتبارها من عوامل دفع التقدم. يعمل برنامج جدول أعمال المناطق الحضرية الأفريقية على الربط بين العمليات القائمة على الأفراد ورؤية القيادة وأعمال الدعوة لزيادة الإنضمام في ترابط يضم العمليات المتجهة من أسفل لأعلى ومن أعلى لأسفل، وبذلك يزيد من تعميق ملكية المواطنين جميعهم. وتتمثل الأهداف المحددة للبرنامج في:
- الدفع بالتحضر بإعتباره فرضًا للتنمية في أفريقيا.
- تنشيط النقاش والمشاركة بين رؤساء دول أفريقيا وحكوماتها.
- دعم التنمية الشاملة والتشاركية للمستوطنات البشرية في التحول الهيكلي بأفريقيا وتحقيق جدول أعمال 2063 من خلال التحالفات والإلتزامات الإقليمية والدولية.
- المساهمة في تشجيع الحوكمة الديموقراطية من خلال حشد الفاعلين غير الحكوميين وتوعيتهم وتمكينهم ليصبحوا شركاء فاعلين مع الحكومات الوطنية بأفريقيا في الإهتمامات الخاصة بالتنمية الحضرية.
- تحسين قدرات الدول الأفريقية على المشاركة والمساهمة بصورة أفضل في كل المستويات لدفع جدول الأعمال الحضري قُدمًا في العمليات الإقليمية والدولية الرئيسية. ويشتمل ذلك على جدول أعمال التنمية فيما بعد 2015 ومؤتمر الأمم المتحدة المعني بالإسكان والتنمية الحضرية المستدامة (الموئل الثالث)، وجدول أعمال 2063.
- دعم الدول الأفريقية لتحقق المزيد من الشمولية في إعدادها لتقريرها الوطني للموئل 3، ولتبني توافقًا حول أولويات محددة، ولتحسن برامج الدعوة والمشاركة على المستويين الوطني والدولي.
يقوم برعاية البرنامج في الوقت الحالي حكومة نيجيريا، مع التركيز على عملية تعزيز الشراكات المتجهة من أسفل لأعلى، وحكومة غانا، التي تركز على أنشطة الدعوة المتجهة من أعلى لأسفل لزيادة انضمام رؤساء الدول والحكومات وغيرهم من الجهات الرئيسية على المستوى الإقليمي –المبادرة الرئاسية. تبدي المزيد من الدول الأفريقية اهتمامًا بدعم التمويل المشترك للتقدم بجدول أعمال المناطق الحضرية الأفريقية بإعتباره أحد الأعمدة الرئيسية في جدول أعمال 2063 لتحقيق التحول الهيكلي بالقارة.
التقدم المُحرز
يشجع تعزيز الشراكات على تنمية المستوطنات البشرية التشاركية والشاملة من خلال التحالفات والإلتزامات الدولية، مع التركيز على دور شركاء جدول أعمال الموئل للتوصل إلى موقف أفريقي مشترك من جدول الأعمال الحضري. إن هذا الموقف المشترك من شأنه أن يمثل إسهام أفريقيا في الخطى الرئيسية الدولية ويساعد على ضمان مُخرجًا يعكس بالفعل تطلعات الشعب. تسعى المبادرة الرئاسية لتحفيز النقاش والمشاركة في المستويات السياسية العليا من أجل حوكمة أكثر ديموقراطية للمستوطنات البشرية، والوصول إلى وحدة مُعززة في موقف أفريقيا من التحضر، ولتقديم المزيد من الدعم للسياسات الإقليمية والتكامل الإقليمي. وقد اضطلع جدول أعمال المناطق الحضرية الأفريقية بالأنشطة المحددة أدناه:
- مؤتمر الإنطلاق لإطلاق البرنامج، وقد انعقد في نيروبي، كانون الأول/ديسمبر 2013.
- رعاية 31 من الشركاء لحضور الجلسة السابعة للمنتدى الحضري العالمي الذي انعقد في ميدلين بكولومبيا، نيسان/أبريل 2014.
- مغير المدينة، وهو حدث على هامش المنتدى الحضري العالمي، وحضره 75 من المشاركين من دول مختلفة.
- تقديم الدعم المالي والفني لـ19 دولة من أقل الدول نموًا بأفريقيا لتقوم بإعداد تقاريرها الوطنية الخاصة بالموئل الثالث.
- تقديم الدعم الفني لدول لا تعد من الأقل نموًا بأفريقيا لإعداد تقاريرها الوطنية الخاصة بالموئل الثالث.
- حدث جانبي معني بدور التحضر في تحقيق التحول الهيكلي بأفريقيا، وقد انعقد على هامش الإجتماع السنوي المشترك الثامن للجنة الفنية المتخصصة التابعة للإتحاد الأفريقي المعنية بالتمويل والشؤون المالية والتخطيط والتكامل الاقتصادي/ مؤتمر اللجنة الإقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة لوزراء المالية والتخطيط والتنمية الإقتصادية، انعقد في أديس أبابا، إثيوبيا، آذار/مارس 2015.
- تقرير بحثي تطبيقي بعنوان نحو جدول أعمال حضري لأفريقيا بالتعاون مع المركز الأفريقي للمدن، جامعة كيب تاون.
- التعاون القائم مع منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة من أجل تعزيز قدرات رابطات الحكومات المحلية، استعدادًا للإصدار السابع من وقائع مؤتمر القمة للمدن الإفريقية المزمع انعقاده في كانون الأول/ديسمبر 2015، إضافةً إلى دورهم في الإستعدادات للموئل 3.
ولا تزال الأنشطة المذكورة أدناه في طور التنفيذ:
- خمس ورش عمل دون إقليمية لبناء القدرات وللخبراء بأفريقيا؛
- حوار رؤساء الدول والحكومات حول جدول أعمال المناطق الحضرية الأفريقية: "التحضر في أفريقيا في سياق جدول أعمال التنمية لما بعد 2015، موقف أفريقيا من الموئل الثالث وجدول أعمال 2063" – وهو حدث جانبي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) على هامش الجلسة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك؛
- فيلم وثائقي رئاسي عن جدول أعمال المناطق الحضرية الأفريقية؛
- نسخة مجمعة من أهم الرسائل حول التحضر في أفريقيا؛
- المؤتمر الإقليمي الأفريقي التابع للموئل 3، والمقرر عقده في أبوجا، نيجيريا، في آذار/مارس 2016.
حدث جانبي مزمع عقده على هامش الاجتماع الثالث للجنة التحضيرية لمؤتمر الموئل الثالث، في جاكرتا، إندونيسيا، تموز/يوليو 2016.
التوقعات
حقق البرنامج جذبًا هائلًا حتى الآن، وأولته الدول الأفريقية الأعضاء وأصحاب المصلحة الرئيسيون درجة عالية من الإهتمام والعناية. وفي أثناء الحدث الجانبي الذي انعقد في أديس أبابا، في آذار/مارس 2015، أقرت د. نكوسازانا دلاميني زوما، رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي، بأهمية التحضر في التنمية الأفريقية وأعربت عن الإلتزام بتلك القضية وذلك بإلزام المنظمة بترأس نقاش حول التحضر. وتعهدت بأن القمتين التاليتين لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات التابع للإتحاد الأفريقي المقرر عقده في أديس أبابا وكيجالي على التوالي، ستبحثان موضوع التحضر، مؤكدة أن هذا سيمكن القادة من تضمين تلك المسائل قبل مؤتمر الموئل الثالث، والمقرر عقده في كوينتو، الإكوادور، في تشرين الأول،أكتوبر 2016.
واصل البرنامج عمله بالشراكة مع اللجنة الإقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، ومفوضية الإتحاد الأفريقي، ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة لتحقيق أهدافه. كما يعمل البرنامج بالإتصال مع مجموعة بنك التنمية الأفريقي، وائتلاف المدن، ومكتب المستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، لدفع البرنامج قُدمًا. سيتم توضيح المرحلة الثانية من البرنامج وإطلاقها في الربع الأخير من عام 2016، وسيتم تصميمها بحيث تلقي الضوء على البرامج الإقليمية التي ستركز على تفعيل مخرجات الموئل الثالث وبرامج الأولوية للشراكة بين الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي والشراكة بشأن خطة أفريقيا للتكامل والتنمية. وستتضمن تلك البرامج التخفيف من حدة الفقر، والإطلاع على مناهج التخطيط الحضري والإقليمي، وكذلك التكامل الإقليمي. وتظل زيادة أنشطة الدعوة والتمثيل والنقاش في المنابر الوطنية والإقليمية والدولية هدفًا رئيسيًا، لتناول مسألة التحضر في أفريقيا مع الأخذ في الإعتبار العمل على توسيع قاعدة الموارد وتأمين الدعم السياسي من المزيد من دول أعضاء.