في 26 آذار/ مارس 2019 ، قام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات) بتسليم ما مجموعه 286 وحدة من وحدات السكن الأساسية ذات الديمومة في ثلاثة مواقع في الرمادي والفلوجة والكرمة بمحافظة الأنبار. تم إنشاء هذه المواقع في إطار مشروع "دعم المأوى الدائم  للنازحين في العراق" بتمويل من حكومة اليابان.

خلال الأزمة مع تنظيم داعش الإرهابي تم تدمير أكثر من 29,000 منزلاً بالكامل، الأمر الذي ترك معظم مالكي المنازل المدمرة يواجهون صعوباتٍ في العودة دونما دعم مجدٍ لتوفير السكن.  لذلك قام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، في إطار هذا المشروع، بإنشاء وحدات سكنية أساسية ذات ديمومة لاستيعاب العائدين من الفئات الضعيفة الذين دُمِرت منازلهم بالكامل. تم تخطيط المواقع الحضرية الثلاثة وتصميمها وإنشاؤها من خلال المشاركة المجتمعية الوثيقة وتزويدها بالمرافق الأساسية والبنية التحتية بما في ذلك شبكات الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي. صُمِمت هذه الوحدات السكنية الأساسية وبناؤها بشكل يتيح للعائدين توسيع مساحتها  إما أفقياً أو عمودياً في حالة الحاجة لذلك.

يمثل المشروع مساهمة مهمة لدمج التخطيط الحضري و المساعدات المادية من أجل تحقيق التعافي وتعزيز القدرة على الصمود بعد انتهاء الأزمة حيث يُعَدّ إنشاء وحدات السكن الأساسية لاستيعاب النازحين من ذوي الأوضاع الضعيفة الذين فقدوا منازلهم إحدى الركائز الأساسية لإستراتيجية إعادة إعمار المساكن، والتي وضعت من قبل حكومة العراق وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية كمبدأ أساسي لتوجيه عملية إعادة إعمار المساكن والتنمية في المناطق المتضررة من جراء الأزمة.

أعرب السيد جاسم محمد/ نائب محافظ الأنبار، عن أمله في جعل العراق بلدًا يسوده السلام بدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وأكدّ أن المحافظة ستوفر الخدمات الأساسية بما في ذلك خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي للمستفيدين من المشروع بعد التسليم.

صرّح السيد نوفومي هاشيموتو/ سعادة سفير اليابان لدى جمهورية العراق قائلاً "أود أن أعرب عن تقديري لجميع المشاركين في هذا المشروع. وآمل  أن تخفف المنازل التي شيدها هذا المشروع من وطأة المشاق التي يعانيها العائدون من الفئات الضعيفة. والجدير بالذكر أن مواد أنابيب المياه التي تنتجها الشركة اليابانية "Higashio Mech Fit Co. Ltd" قد استخدمت في الوحدات السكنية. بالإضافة إلى هذا المشروع، قررت اليابان مؤخرًا تقديم حزمة مساعدات جديدة للعراق بقيمة 63 مليون دولار، تشمل مشروعاً لبرنامج الأمم المتحدة  للمستوطنات البشرية كمساهمة في إصلاح المنازل التي دمرتها الحرب وإنشاء وحدات سكنية واطئة التكلفة لاستيعاب العائدين من الفئات الضعيفة".

 أشادت السيدة مارتا روَّيدس/ نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة / المنسق المقيم / منسق الشؤون الإنسانية، بقدرة السكان على الصمود والتي تتضح في التقدم المحرز في إعادة الإعمار حتى الآن وأكدت على أهمية هذا المشروع كنموذج لسائر العراق، من خلال تقديم الدعم لضحايا المنازل المدمرة بالكامل. كما شكرت السيدة روَّيدس حكومة اليابان ومحافظة الأنبار على دعمهما وأكدت التزام الأمم المتحدة بالعمل في الأنبار من خلال التعاون مع نظرائها في المحافظة.

وصرّح الدكتور عرفان علي/ نائب المدير الإقليمي للمكتب الإقليمي للدول العربية قائلاً  "لقد تم تخطيط مواقع الأحياء السكنية الجديدة في الرمادي والفلوجة والكرمة من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية كامتدادات للمدن بما يؤمن للعائدين من الفئات  والضعيفة سبل الحصول على الخدمات الأساسية وفرص كسب الرزق  لتمكين العائدين من إعادة بناء حياتهم ".

ويعمل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على معالجة بعض القضايا الطارئة الناجمة عن الأزمة ويدعم العودة السلمية من خلال جهوده المستمرة في معالجة حقوق الإسكان والأراضي والممتلكات للعائدين في العراق.