توضح مشاريع موئل الأمم المتحدة في جنوب السودان أن البنية التحتية والتخطيط التشاركي يوفران نهجاً وقائياً - وليس علاجياً - لحل النزاعات طويلة الأمد وبناء السلام.

جوبا، 16 يناير 2017 - برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) قام بتوفير تدابير الوقاية من الفيضانات والمياه و الصرف الصحي وسبل المعيشة، بقيمة 2.4 مليون دولار، إلى 200000 من النازحين والعائدين والمجتمعات المضيفة في جنوب السودان.

بتمويل من حكومة اليابان، قام موئل الأمم المتحدة بتدعيم أوضاع النازحين والعائدين من خلال توفير سبل الوقاية من الفيضانات وتوصيل المياه ومرافق الصرف الصحي وسبل المعيشية في المشروع الذي استمر لمدة عامين تقريباً حتى ديسمبر 2016. وفي نهاية المشروع، قام ممثلين من حكومة اليابان وموئل الأمم المتحدة بالإضافة الي وكيل وزير الأراضي والإسكان والتنمية الحضرية، والقائم بأعمال وكيل الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث، بإفتتاح هذه المرافق المجتمعية التي تم انشائها كثمرة للحوار المجتمعي الناجح.

يعد المشروع بمثابة رابطة بين النازحين والعائدين والمجتمعات المضيفة، ورمزاً لتعزيز الإندماج في المجتمع. وتشمل المرافق التي تم تسليمها إلى المجتمعات المحلية في ضواحي مدينتي جوبا وواو أنظمة أنابيب لإمدادات المياه والمراحيض، وأنظمة التحكم في الفيضانات، و توسيع الطرق والدرجات، ومركز اجتماعي، و معدات زراعية ل200000 من النازحين و اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم. حيث تمثل الهدف من المشروع مساعدة السكان على بناء مجتمعات متكاملة أكثر مرونة مع تأمين مصادر للرزق.

في الوقت الراهن، واحد من كل أربعة في جنوب السودان يواجه خطر النزوح وعدم كفاية المرافق. النازحين والعائدين خاصة يجدون أنفسهم في نهاية المطاف مقيمين في الأراضي الهامشية الأكثر عرضة للفيضانات. وفي الوقت نفسه، تزداد ندرة فرص كسب العيش في المجتمعات. كما تواجه البلاد نقصاً غذائياً حاداً،و تدهور مستمر في الاقتصاد، و لايزال النضال المستمر لإعادة إدماج النازحين والعائدين مع المجتمعات المضيفة.

لفتت المحنة التي يعاني منها عدد كبير من الأسر المتضررة من جراء حوادث الفيضانات المتكررة والخلافات بين المستوطنين والوافدين الجدد على مدى السنوات انتباه حكومة اليابان. جمع موئل الأمم المتحدة 2.4 مليون دولار لتنفيذ المشروع في "جوري " و "أليك شوك"، مناطق الإمتداد العمراني التي تعاني من ترددات عالية من الفيضانات. وهكذا، كان المشروع بمثابة اختبار لتسهيل التسوية والتكامل على أساس دائم بين النازحين والعائدين في مجتمعاتهم.

تم اتخاذ التدابير الرئيسية اللازمة لتعزيز التكامل و تحقيق منظمة مجتمعية شاملة، والتخطيط التشاركي لجميع أصحاب المصلحة، والتدريب لحماية وإدارة الأصول المجتمعية بحيث يمكن استشعار فوائد الخدمات العامة من قبل الجميع.

في ملاحظاتها الرئيسية خلال مراسم التسليم في ديسمبر 2016، صرحت السيدة رودا كوش اكول ممثلة وزير الأراضي والإسكان، والتنمية الحضرية: "يمكنك أن ترى سعادة المواطنين في جوري مما يشير إلى أنه قد تم قبول هذا المشروع بالفعل من قبل المجتمع. نحن ممتنون جداً لحكومة اليابان لهذه المساعدة ونأمل ان تكون بداية للمزيد من التدخلات لتطوير البنية التحتية في جوبا وأجزاء أخرى من جنوب السودان ".

كما صرح شيجيرو هامانو، القائم بالأعمال في سفارة اليابان في جنوب السودان في كلمته بأن اليابان ملتزمة بالعمل مع المجتمع الدولي، بما في ذلك موئل الأمم المتحدة، لمساعدة حكومة وشعب جنوب السودان لإدارة تحديات ما بعد الصراع وتطوير البنية التحتية لتلبية الاحتياجات الأساسية باستخدام النماذج والتجارب اليابانية، وليس فقط لمكافحة كوارث الفيضانات ولكن أيضا لتحقيق التنمية المستدامة.

"في الوقت الذي يمثل تحدياً حاسماً لبناء الأمة في جنوب السودان، مع وجود 3 ملايين من النازحين يجب استيعابهم مرة أخرى في المجتمعات، يعطينا هذا المشروع لمحة عن كيفية التعامل مع
الكوارث ويبشر بقدوم السلام من خلال استعادة  تماسك المجتمع عبر إدارة متناغمة من الأصول المجتمعية. وآمل مخلصا أن تترك هذه الأمة نموذجاً مثالياً تماماً مثلما فعلت جوري لجعل اسم جنوب السودان مرادفاً لإعادة الإدماج وإعادة الإعمار "، أكد السيد شيجيرو.

وقال كريستيان أوكافور، مدير مشروع موئل الأمم المتحدة في جنوب السودان: "يسرنا أن نعلن أن هذه التدخلات تعمل بشكل جيد. نحن ننظر أبعد من الحلول السريعة. نريد الحلول التي تساعد النازحين والعائدين والمجتمعات المضيفة أن يصبحوا أكثر اعتماداً علي النفس وأقل اعتمادا على الحكومة وغيرها من وكالات المساعدة الإنسانية في المدى الطويل. هذا هو الهدف الرئيسي للنهج المجتمعي التشاركي لموئل الأمم المتحدة".

"يمكنك أن ترى أن الناس خرجوا جميعاً، الأطفال، الرجال، النساء، الصغار والكبار جميعهم هنا ليظهروا سعادتهم بهذا المشروع"، صرح بيتيا ناثانيل، رئيس المجتمع المحلي في جوري.