تتظافر جهود الشركاء من المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في ليبيا لتعزيز وتقوية قدرات المؤسسات الليبية في مجال تصميم السياسات الاجتماعية وتطويرها وتنفيذها، مع ضمان مشاركة مجتمعية قوية في إطار دعم جهود تحقيق الاستقرار والتنمية في ليبيا.

نظم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وصندوق الأمم المتحدة للسكان عرض المخرجات التي توصلوا اليها في المدن الخمسة المستهدفة وهي بنغازي وجنزور والكفرة وأوباري وسبها خلال الملتقى الختامي لعرض نتائج برنامج تقييمات المدن ونظام الرصد السريع متعدد القطاعات الذي أقيم يوم 26 أكتوبر 2018.

يمول الاتحاد الأوروبي مشروع تقييمات المدن ونظام الرصد السريع للمدن من خلال آلية الإسهام في الاستقرار والسلام ويُنفذ هذا المشروع بواسطة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وبالتعاون مع وزارة التخطيط الليبية، ومصلحة الإحصاء والتعداد، ومصلحة التخطيط العمراني، والبلديات المعنية، وبالتنسيق مع الوزارات ذات العلاقة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية.

تقدم التقارير تقييما تفصيليا متعدد القطاعات حول مدى شاغلية مختلف البنية الحضرية والخدمات، عقب التغيرات الديموغرافية التي نجمت عن النزوح القسري علاوة على الأضرار والنتائج الاجتماعية والاقتصادية التي ترتبت على النزاع بما في ذلك آلية التكيف مع المتغيرات التي يعتمدها الأهالي.

كما تقدم التقارير صورة دقيقة عن مدى تأثير الأزمة على السكان خاصة وأن ربعهم أكدوا أنهم تبنوا وسائل تكيف لضمان استقرارهم الاقتصادي.

تشترك التقارير الخمسة في تأكيد انتشار البناء العشوائي في ليبيا ما بعد 2011 وهو ما أدى الى ضغط يضاف لما تعانيه المرافق الحضرية في المدن المعنية. الأمر الذي أكده المسح الأسري حيث يتواجد معظم السكان على مسافة أبعد من ستة كيلو مترات من المرافق الخدماتية العاملة (الصحة، المدارس، الإدارات الحكومية).

تخلل تنفيذ المشروع العديد من اللقاءات التنسيقية مع السلطات المحلية والمنظمات الدولية. كما شملت التقارير عدداً من التوصيات الكفيلة بإرشاد المؤسسات الدولية التنموية والإنسانية وكذلك الحكومة الليبية ووكالات الأمم المتحدة على نحو يفيد في تطويع جهودها الرامية لتلبية الاحتياجات الضرورية على المدى القريب والمتوسط والبعيد وتنسيق عملها في المدن المعنية.

وقد شدد سعادة سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، السيد آلن بوجيا على أن "تقارير تقييمات المدن تمثل أداة ناجعة قائمة على الأدلة لتحديد الفهم الجماعي للتحديات ولإعادة الإعمار والدعم في كل مدينة، كما تساعد على تحسين التنسيق بين مختلف العاملين في المجال الانساني والتنموي وبين مختلف الجهات الحكومية الليبية بخصوص تحديد الاحتياجات قصيرة المدى في ليبيا."

وبدوره، أشاد القائم بأعمال نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا، السيد عبد الرحمن غندور بتنفيذ هذا المشروع "الذي يهدف للتعافي متعدد القطاعات كأساس لفهم احتياجات الليبيين وبالبيانات القائمة على الأدلة التي يقدمها مشروع تقييمات المدن ودورها في توجيه كل المتدخلين في ليبيا من خلال تحضير برنامج عمل للاستجابة لاحتياجات السكان خاصة في مرحلة تمضي ليبيا فيها بعيدا عن الصراع والأزمة."

ومن جانبه أضاف مدير مكتب العلاقات الدولية بوزارة التخطيط بليبيا، السيد عصام قربع بأن "مشروع تقييمات المدن ونظام الرصد السريع متعدد القطاعات يعد علامة فارقة في تعزيز التخطيط القائم على الأدلة على المستوى المركزي والمحلي بليبيا. وإنه لجدير باهتمام مختلف الأطراف ذات العلاقة لتوسيع المدى الجغرافي لهذه الأداة لتغطي كامل ليبيا في المستقبل. ولضمان ديمومة جهود إعادة الإعمار والتنمية، يعتبر من الأولويات ضمان تنمية قدرات الجهات المستهدفة في حسن تسيير وتطبيق تقييمات المدينة والسكان في التخطيط الاستراتيجي."

وقالت يسر نهدي، مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بليبيا: "بوابة البيانات الحضرية والخرائط لليبيا هي أداة مهمة تضمن استدامة المشروع وسيتم تفعيلها لمدة سنتين. ويجدد برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية حرصه على مواصلة التعاون مع مصلحة التخطيط العمراني بهدف دعم قدرات البلديات الست في التمكن من منظومات المعلومات الجغرافية لضمان المتابعة وتحسين البيانات الحضرية".

واختتمت مديرة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان، السيدة بورنجار بويل يوسفي بتأكيدها على أن مشروع تقييمات المدن ونظام الرصد السريع متعدد القطاعات هو جزء من جهود الصندوق لدعم الجهات الحكومية الليبية لإنتاج دلائل حول احتياجات السكان وضمان استعمال البيانات على الصعيد المركزي والمحلي لإعلام السياسات من أجل التنمية، والتدخل الانساني وأولويات بناء السلم في ليبيا. وهو أيضا أداة هامة لرصد الإنجازات حول أجندة 2030 ومتابعة أهداف التنمية المستدامة بليبيا".