الرباط، المغرب، 23 ديسمبر 2017 - استضافت مدينة الرباط يومي 21 و22 ديسمبر 2017 فعاليات المنتدى الوزاري العربي الثاني للإسكان والتنمية الحضرية، الذي تنظمه وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بالشراكة مع جامعة الدول العربية، والمكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية للدول العربية،

ضم هذا الحدث الإقليمي الهام ما يقرب من 300 مشارك بما في ذلك الوفود الوزارية من 20 دولة عربية، فضلاً عن ممثلين عن المنظمات الدولية والمجتمع المدني والسلطات المحلية والقطاع الخاص والهيئات الأكاديمية.

ويعتبر هذا المنتدى الذي يتم تنظيمه كل سنتين آلية للتشاور من أجل مناقشة القضايا المتعلقة بالسكن والتنمية الحضرية المستدامة، حيث تنظم هذه الدورة تحت عنوان “تنفيذ الخطة الحضرية الجديدة في المنطقة العربية” انطلاقاً من الاستراتيجية العربية للإسكان والتنمية الحضرية، وتفعيلاً للهدف الحادي عشر من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 “جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة”.

ترأس الجلسة الافتتاحية للمنتدى، رئيس الحكومة بحضور وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بالنيابة، وكاتبة الدولة لدى وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، المكلفة بالإسكان، والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة)، والأمين العام لمنظمة المدن العربية والأمين العام للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية.
وقد أضحى المنتدى، منذ دورته الأولى المنعقدة بالقاهرة في 2015، منصة لبحث إمكانية تنفيذ جدول الأعمال الحضري العربي، وفرصة لعرض وتقاسم الممارسات الجيدة في السياسات الحضرية والتخطيط والتعمير والإسكان، والاستدامة والعدالة الاجتماعية والتمويل، والتي من شأنها تغيير مسار التنمية الحضرية بالبلدان العربية.

وقد وجه جلالة الملك رسالة سامية إلى المشاركين في المنتدى الوزاري العربي الثاني للإسكان والتنمية الحضرية، تلاها عبد اللطيف المنوني مستشار جلالة الملك، دعا فيها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لبلورة رؤية جماعية مشتركة، حول منظومة متكاملة لإعداد التراب تقوم على الاستشراف، وتروم ترشيد استغلال المجال والموارد المتاحة.

كما أكد علي أن هذه المنظومة ستساهم في إعادة التوازن للشبكة الحضرية، وتقوية قدراتها على التكيف والتأقلم مع مختلف التحولات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية، مع العمل على تقليص الفجوة بين المجالات الحضرية والأحياء الهامشية والمناطق القروية.

 وشرف المنتدى بحضور السيد جون كلوس، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الذي عرض رؤيته بشأن دور الموئل في تحقيق التحضر المستدام في المنطقة العربية و صرح بأنه "علي يقين ان المنتدى الوزاري العربي الثاني للإسكان والتنمية الحضرية سسيثمر افكاراً و خطط للتنمية الحضرية ييقي أثرها لعقود طويلة." ووجه الي أهمية "ألا نخشي من التحضر السريع في مدننا بل أن نتحلي بالشجاعة لإدارة التحضر"

ضمت فعاليات هذا المنتدى برنامجاً علمياً حافلاً، يتمحور حول جلسات موضوعية عامة وجانبية تتوزع على ستة محاور، وتعلق المحور الأول بموضوع “ضمان حصول الجميع على السكن الملائم والآمن والميسور وعلى الخدمات الأساسية وتحقيق رفاهية العيش”، عبر بحث سبل مواجهة التحدي الأكثر أهمية والمتمثل في توفير السكن بسعر مناسب ووجود المرافق الاجتماعية والخدمية المناسبة. أما المحور الثاني فيتناول “ضمان تحقيق عدالة التنمية والشمولية الاجتماعية” للوقوف على مدى تطبيق السياسات والمبادرات العربية الوطنية والمحلية للمبادئ التوجيهية لإطار العمل المتعلق بتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة. فيما ينصب المحور الثالث على “تخطيط مستقرات بشرية متكاملة ومستدامة” في بلدان المنطقة العربية، وإعداد التصاميم المندمجة وإدماج الأحياء الجديدة في النسيج الحضري، وإعادة البناء في ظروف ما بعد الكوارث، وتلبية احتياجات مناطق استقبال اللاجئين والنازحين مع مراعاة الجوانب المتعلقة بالنوع الاجتماعي والطفولة والشباب وذوي الإعاقة. أما المحور الرابع فيتناول “تطبيق مبادئ الإدارة الحضرية الرشيدة وبناء القدرات لتخطيط وإدارة المستقرات البشرية” للتعاطي مع تحديات التعمير. وركزت جلسة المحور الخامس علي “تحسين الاستدامة البيئية الحضرية والقدرة على مجابهة التغيرات المناخية وحماية الثروات الطبيعية” عبر تعميم مراعاة الاستدامة البيئية وتغير المناخ وتدبير المخاطر الطبيعية والصناعية في السياسات الحضرية الوطنية. في حين يركز المحور السادس على “تعزيز إنتاجية المدن لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة على المستويين الوطني والإقليمي عن طريق إعادة النظر في مناهج تخطيط المدن وتصميمها وتمويلها وإدارتها وحكامتها.

كما تتضمن المنتدي جلسات جانبية تناولت مواضيع السياسات الوطنية الحضرية والمساحات العامة وسبل تخطيطها وضمان سهولة الوصول إليها وقضايا الأرض والنوع الاجتماعي والاستجابة للأزمات في المدن.

اختتمت أشغال هذا المنتدى العربي الثاني بإصدار إعلان الرباط و تقرير المنتدي الذي تضمن أهم التوصيات التي تم استخلاصها من الجلسات. وانعقدت عقب المنتدى يوم السبت 23 ديسمبر 2017، الدورة الرابعة والثلاثون لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب والتي خصصت لمناقشة تقرير المنتدي وإقرار إعلان الرباط.