سنوني، 25 أغسطس 2017 – أدى الهجوم الذي قامت به داعش على منطقة سنجار إلى تهجير أكثر من 275 ألف من بيوتهم، أغلبهم من الأيزيديين، حيث تم تهديم المنازل بشكل مُمَنهج أو الاستيلاء عليها من قبل مقاتلي داعش. وقد تم تدمير وإحراق حوالي ثلاث آلاف منزل في ناحية سنوني وحدها.
كجزء من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) لإعادة التأهيل الحضري في العراق بالشراكة مع محافظة نينوى، فقد تم ترميم أكثر من 562 منزل متضرر في 11 قرية في ناحية سنوني منها 108 منزل في بلدة آشتي. تم تنفيذ المشروع بدعم من برنامج الأمم المتحدة الانمائي في العراق من خلال برنامجه لمواجهة الكوارث ودعم القدرة على الصمود، بدعم من حكومة ألمانيا الاتحادية.
وقد تم الاحتفاء بالانتهاء من تنفيذ مشروع إعادة تأهيل المساكن في سنوني والذي سهَّل عودة 3000 نازح إلى بيوتهم المُعاد تأهيلها، بالإضافة إلى توزيع شهادات الإشغال على أُسر الأيزيديين في آشتي. ويعمل المشروع، على التوازي مع الدعم الفني لإعادة تأهيل المنازل المتضررة، على التركيز على ضمان حقوق الإنسان في السكن الملائم والحيازة، كدعاماتٍ أساسية لتحقيق مجتمعاتٍ مُعافاة وفعّالة وقادرة على الصمود. وهو من الأمور الأساسية بالنسبة للأسر الأيزيدية العراقية التي خضعت لسياساتٍ تهميشية طويلة الأمد أدت لحرمانهم في هذه المنطقة من أمن الحيازة لعقود. وباستخدام نموذج نطاق الحيازة الاجتماعية، وهو أداة وضعها برنامج الموئل وتم تطبيقها في بلدان عديدة، أجرى الفريق اجتماعات للتشاور مع المجتمعات المحلية للتحقق من مطالبات العائدين المتعلقة بإشغال المساكن، وتم إصدار شهادات الإشغال التي صادقت عليها السلطات المحلية وكذلك أفراد المجتمع.
ويشجع المشروع الاستدامة والقدرة على الصمود في بلدات العائدين - المستفيدين والشاغلين الشرعيين - من خلال إعادة تأهيل المساكن والبنية التحتية، إلى جانب الاعتراف بحقهم في الممتلكات وإشغالها. واعتمد المشروع نهجاً قائماً على المجتمع المحلي يشمل المقاولين المحليين، والمشاركة المباشرة للمجتمع المحلي في أعمال إعادة التأهيل، والشراكة الفعّالة مع السلطات المحلية. ويعتمد النهج الذي يقوده المجتمع المحلي على الاعتماد الذاتي للمجتمعات والسلطات المحلية، والاستثمار في الموارد المجتمعية، ويضمن الأمن والحماية، بالإضافة إلى دعم بناء السلام والتماسك الاجتماعي بين أفراد المجتمع. وفي نهاية المطاف، يُعزز المشروع الحق في السكن اللائق للأسر الضعيفة التي حُرمت من الحصول على الأراضي وحقوق الملكية لعقود، ودُمِرَت منازلها خلال هجوم تنظيم داعش على سنجار. كما أنه يَستَكمِل جهود المصالحة التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقد ذَكَّر سعادة الدكتور سيريل نون، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية ، والذي حضر الحفل، بالانتهاكات و الأعمال الوحشية التي قام بها تنظيم داعش ضد الأيزيديين، مؤكداً أن "ألمانيا تستضيف أكبر عدد من الأيزيديين خارج العراق، وأن ألمانيا الدولة والشعب ستستمر بدعم الأيزيديين في العراق". كما أكدَّ سعادته على أهمية عمل منظمات الأمم المتحدة في المنطقة، وذلك لضمان العودة المستدامة للمجتمع الأيزيدي في العراق.

وأكدَّ الدكتور عرفان علي، مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في العراق، على الأهمية الاستراتيجية لهذا التدخل لتسهيل العودة، ليس فقط من خلال إعادة تأهيل للمنازل والبنية التحتية المتضررة ولكن أيضا من خلال معالجة حقوق الحيازة للأسر العائدة، مُضيفاً أن "الاعتراف بحقوق إشغال المساكن للأيزيديين للمرة الأولى منذ عقود هو إنجاز مهم و أداة ضرورية لدفع المزيد للعودة إلى المنطقة".
وشكر السيد عبد القادر سنجاري نائب محافظ نينوى جمهورية ألمانيا الاتحادية على مساهمتها في إعادة تأهيل المنطقة، وأكدَّ الحاجة إلى المزيد من المداخلات وجهود إعادة التأهيل. كما أكد على أهمية صكوك الإشغال التي وزعها البرنامج.
ونيابة عن المجتمع المحلي في سنوني، قدَّم السيد المحافظ نايف سيدو قاسم، شكره على الجهود الملموسة التي تم بذلها من خلال المشروع، مؤكداً على الحاجة لمزيد من الدعم لتسهيل أعمال إعادة التأهيل والإعمار.